الخميس، 14 يونيو 2012

{{ من سنن الصلاة (( كيفية الهويِّ إلى السجود والرفع منه )) }}

من سنن الصلاة ، كيفية الهويِّ إلى السجود والرفع منه : ذهب الجمهور إلى استحباب وضع الركبتين قبل اليدين ، قال ابن القيم : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع ركبتيه قبل يديه ثم يديه بعدهما ثم جبهته وأنفه هذا هو الصحيح الذي رواه شريك عن عاصم ابن كليب عن أبيه . عن وائل ابن حجر قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه ، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه ولم يروا في فعله ما يخالف ذلك ، وذهب مالك والأوزعي وابن حزم إلى استحباب وضع اليدين قبل الركبتين ، وهو رواية عن أحمد . قال الأوزعي : أدركت الناس يضعون أيديهم قبل ركبهم . وقال ابن أبي داود : وهو قول أصحاب الحديث . وأما كيفية الرفع من السجود حين القيام إلى الركعة الثانية ، فهو على خلاف أيضاً : فالمستحب عند الجمهور أن يرفع يديه ثم ركبتيه وعند غيرهم يبدأ برفع ركبتيه قبل يديه . (( آخر دعوانا الحمدُ لله ربِّ العالمين )) .

الأربعاء، 13 يونيو 2012

{{ من سنن الصلاة (( هيئة السجود )) }}

 هيئة السجود ، يستحب للساجد أن يراعي في سجوده ما يأتي (1) تمكين أنفه وجبهته ويديه من الأرض ، مع مجافاتهما عن جنبيه . عن وائل ابن حجر " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سجد وضع جبهته بين كفيه وجافي في إبطيه " . عن أبي حميد " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان إذا سجد أمكن أنفه وجبهته من الأرض ، ونحي يديه عن جنبيه ، ووضع كفيه حذو منكبيه " . (2) وضع الكفين حذو الأذنين أو حذو المنكبين ، وقد ورد هذا وذاك ، وجمع بعض العلماء بين الروايتين بأن يجعل طرفي الإبهامين حذو الأذنين ، وراحتيه حذو منكبيه . (3) أن يبسط أصابعه مضمومة ، فعند الحاكم وابن حبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان إذا ركع فرَّج بين أصابعه ، وإذا سجد ضم أصابعه . (4) أن يستقبل بأطراف أصابعه القبلة . فعند البخاري من حديث أبي حميد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان إذا سجد وضع يديه غير مفترشهما ولا قابضهما ، واستقبل بأطراف أصابعه رجليه القبلة . (( آخر دعوانا الحمدُ لله ربِّ العالمين )) .

الاثنين، 11 يونيو 2012

{{ من سنن الصلاة (( صفة الجلوس بين السجدتين ، والدعاء بين السجدتين )) }}


صفة الجلوس بين السجدتين : السنة في الجلوس بين السجدتين ، أن يجلس مفترشاً ، وهو أن يثني رجله اليسرى فيبسطها ويجلس عليها ، وينصب رجله اليمنى ، جاعلاً أطراف أصابعها إلى القبلة , عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان يفرش رجله اليسرى وينصب اليمنى " . عن ابن عمر : من سُنّة الصلاة أن ينصب القدم اليمنى واستقباله بأصابعها القبلة ، والجلوس على اليسرى " . وقال نافع كان ابن عمر إذا صلى استقبل القبلة بكل شيء حتى بنعليه ، . وفي حديث أبي حميد في صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ثنى رجله اليسرى وقعد عليها ثم اعتدل حتى رجع كل عظم موضعه ، ثم هوى ساجداً . وقد ورد أيضاً استحباب الإقعاء , وهو أن يفرش قدميه ويجلس على عقبيه . عن الزبير أنه سمع طاووساً يقول : قلنا لابن عباس في الإقعاء على القدمين . فقال هي السنَّة ، قال فقلها إنا لنراه جفاء بالرجل ، فقال : هي سنة نبيك صلى الله عليه وسلم . عن ابن عمر أنه كان إذا رفع رأسه من السجدة الأولى يقعد على أطراف أصابعه ، ويقول إنه من السنة " . عن طاووس قال : رأيت العبادلة يعني عبد الله ابن عباس وعبد الله ابن عمر وعبد الله ابن الزبير ، يقعون . وأما الإقعاء بمعنى وضع الأليتين على الأرض ونصب الفخذين ، فهذا مكروه باتفاق العلماء ، عن أبي هريرة قال " نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ،عن ثلاثة : عن نقرة كنقرة الديك ، وإقعاء كإقعاء الكلب ، والتفات كالتفات الثعلب " .صدق رسول الله ويستحب للجالس بين السجدتين أن يضع يده اليمنى على فخذه اليمنى ويده اليسرى على فخذه اليسرى بحيث تكون الأصابع مبسوطة موجهة جهة القبلة ، مفرجة قليلاً منتهية إلى الركبتين . (( الدعاء بين السجدتين )) يستحب الدعاء بين السجدتين بأحد الدعائين الآتيين ويكرر إذا شاء . عن حذيفة أن رسول الله كان يقول بين السجدتين " رب اغفر لي ، رب اغفر لي " .صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، روى أبوداود عن ابن عباس أن رسول الله كان يقول بين السجدتين " اللهم اغفر لي وارحمني وعافني واهدني وارزقني " .صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .    (( آخر دعوانا الحمدُ لله ربِّ العالمين )) .

الأحد، 10 يونيو 2012

{{ من سنن الصلاة (( صفة الجلوس للتشهد )) }}

من سنن الصلاة ، صفة الجلوس للتشهد ، ينبغي في الجلوس للتشهد مراعاة السنن الآتية :(أ) أن يضع يديه على الصفة المبينة في الأحاديث الآتية : (1) عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله كان إذا قعد للتشهد وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى ، واليمنى على اليمنى ، وعقد ثلاثاً وخمسين ، وأشار بإصبعه السبابة ، وفي رواية ، وقبض أصابعه كلها ، وأشار بالتي تلي الإبهام " .صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . (2) عن وائل ابن حجر أن رسول الله وضع كفه اليسرى على فخذه ، وركبته اليسرى ، وجعل حد مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى ، ثم قبض بين أصابعه فحلق حلقة ، وفي رواية ، حلق بالوسطى والإبهام وأشار بالسبابة ، ثم رفع أصبعه فرأيته يحركها يدعوا بها " .صدق رسول الله ، قال البيهقي ، يحتمل أن يكون المراد بالتحريك الإشارة بها لا تكرير تحريكها ، ليكون موافقاً لرواية ابن الزبير : أن رسول الله كان يشير بإصبعه إذا دعا لا يحركها . ، عن الزبير رضي الله عنه قال " كان رسول الله إذا جلس في التشهد ، وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى ، ويده اليسرى على فخذه اليسرى ، وأشار بالسبابة ، ولم يجاوز بصره إشارته " .صدق رسول الله ، ففي هذا الحديث الاكتفاء بوضع اليمنى على الفخذ بدون قبض ، والإشارة بسبابة اليد اليمنى ، وفيه أنه من السنةأن لا يجاوز بصر المصلي إشارته ، فهذه كيفيات ثلاث صحيحة ، والعمل بأي كيفية جائز .(ب) أن يشير بسبابته اليمنى مع انحنائها قليلاً حتى يسلم . فعن نُمير الخزاعي قال : رأيت رسول الله وهو في الصلاة قد وضع ذراعه اليمنى على فخذه اليمنى ، رافعاً إصبعه السبابة ، وقد حناها شيئاً وهو يدعو " .صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . ، عن أنس ابن مالك قال مر رسول الله بسعد وهو يدعو بأصبعين فقال " أحّد يا سعد " .صدق رسول الله .،  وقد سئل ابن عباس عن الرجل يدعو يشير بإصبعه ؟ فقال هو الإخلاص . وقال أنس ابن مالك ذلك التضرع . وقال مجاهد مقمعة الشيطان . ورأى الشافعية أن يشير بالإصبع مرة واحدة عند قوله " إلا الله " من الشهادة . وعند الحنفية يرفع سبابته عند النفي ويضعها عند الإثبات وعند المالكية ، يحركها يميناً وشمالاً إلى أن يفرغ من الصلاة . ومذهب الحنابلة يشير بإصبعه كلما ذكر اسم الجلالة إشارة إلى التوحيد لا يحركها . (ج) أن يفترش في التشهد الأول ويتورك في التشهد الأخير . ففي حديث أبي حُميد في صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى ، فإذا جلس في الركعة الأخيرة قدم رجله اليسرى ونصب الأخرى وقعد على مقعدته .صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . (( آخر دعوانا الحمد لله ربِّ العالمين )) .

السبت، 9 يونيو 2012

{{ من سنن الصلاة (( التشهد الأول ، واستحباب التخفيف فيه )) }}

من سنن الصلاة التشهد الأول ، يرى جمهور العلماء أن التشهد الأول سُنة ، لحديث عبد الله ابن بُحينة أن رسول الله قام في صلاة الظهر وعليه جلوس فلما أتم صلاته سجد سجدتين ، يكبر في كل سجدة وهو جالس ، قبل أن يسلم ، وسجدهما الناس معه ، فكان مانسي من الجلوس . ، وفي سبل السلام : الحديث دليل على أن ترك التشهد الأول سهواً يجبره سجود السهو ، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم " صلوا كما رأيتموني أصلي " يدل على وجوب التشهد الأول ، وجبرانه هنا عند تركه دل على أنه وإن كان واجباً فإنه يجبره سجود السهو ، والاستدلال على عدم وجوبه بذلك لا يتم حتى يقوم الدليل على أن كل واجب لا يجزىء عنه سجود السهو إن ترك سهواً . وقال الحافظ في الفتح : والدليل على أن سجود السهو لاينوب عن الواجب ، أنه لونسى تكبيرة الإحرام لم تجبر ، فكذلك التشهد، ولأنه ذكر لا يجهر فيه بحال فلم يجب ، كدعاء الاستفتاح واحتج غيره بتقريرالنبي صلى الله عليه وسلم الناس متابعته ، بعد أن علم أنهم تعمدوا تركه ، وفيه نظر . وممن قال بوجوبه ، الليث ابن سعد ، واسحاق ، وأحمد في المشهور ، وهو قول الشافعي . وفي رواية عند الحنفية ، واحتج الطبري لوجوبه ، بأن الصلاة فرضت أةلاً ركعتين ، وكان التشهد فيها واجباً ، فلما زيدت لم تكن الزيادة مزيلة لذلك الوجوب . (( استحباب التخفيف في التشهد الأول )) ويستحب التخفيف فيه ، فعن ابن مسعود قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جلس في الركعتين الأوليين كأنه على الرَّضف " . قال الترمذي والعمل على هذا عند أهل العلم ، يختارون أن لا يطيل الرجل في القعود في الركعتين ، لا يزيد على التشهد شيئاً . وقال ابن القيم : لم ينقل أن رسول الله صلى عليه وعلى آله في التشهد الأول ، ولا كان يستعيذ فيه من عذاب القبر وعذاب النار وفتنة المحيا وفتنة الممات وفتنة المسيح الدجال ، ومن استحب ذلك فإنما فهمه من عمومات وإطلاقات ، قد صح تبيين موضعها وتقييدها بالتشهد الأخير . (( آخر دعوانا الحمدُ لله ربِّ العالمين )) .

الجمعة، 8 يونيو 2012

{{ من سنن الصلاة (( الصلاة على النبي ، صلى الله عليه وسلم )) }}

من سنن الصلاة ، الصلاة على النبي ، صلى الله عليه وسلم . يستحب للمصلي أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير (1) عن أبي مسعود البدري قال " قال بشير ابن سعد : يارسول الله أمرنا الله أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك ؟ فسكت ثم قال " قولوا اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ، والسلام كما علمتم " . (2) عن كعب ابن عجرة قال : قلنا يارسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك ، فكيف نصلي عليك ؟ قال : " فقولوا اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد " . وإنما كانت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مندوبة وليست بواجبة ، لما رواه الترمذي وأحمد وأبوداود عن فضالة ابن عبيد قال : سمع البني صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو في صلاته ، فلم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله " عجّل هذا " ثم دعاه فقال له أولغيره " إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه ثم ليُصلّ على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم ليدع بما شاء الله " . وفيه حجة لمن لا يرى الصلاة عليه فرضاً ، حيث لم يأمر تاركها بالإعادة ويُعضّدُه قوله في خبر ابن مسعود بعد ذكر التشهد " ثم يتخير من المسألة ما شاء " .                                        (( آخر دعوانا الحمدُ لله ربِّ العالمين )) .

الخميس، 7 يونيو 2012

{{ من سنن الصلاة (( الدعاء بعد التشهد الأخير وقبل السلام )) }}

من سنن الصلاة (( الدعاء بعد التشهد الأخير وقبل السلام )) يستحب بعد التشهد وقبل السلام بما شاء من خيري الدنيا والآخرة ، عن عبد الله ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم ، علمهم التشهد ثم قال في آخره " ثم لنختر من المسألة ما نشاء " . والدعاء مستحب مطلقاً سواء كان مأثوراً أو غير مأثور ، إلا أن الدعاء بالمأثور أفضل . (1) عن أبي هريرة قال قال رسول الله " إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ بالله من أربع ، يقول : اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن شر فتنة المسيح الدجال " . (2)عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله كان يدعو في الصلاة " اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ، وأعوذ بك من فتنة الدجال ، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات ، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم " . (3) عن عليّ قال كان رسول الله إذا قام إلى الصلاة ، يكون آخر ما يقول بين التشهد والتسليم ، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني ، أنت المقدم وأنت المؤخر " لا إله إلا أنت " . (4) عن عبد الله ابن عمرو أن أبا بكر قال لرسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي ؟ قال : قل " اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم " . (5) عن حنظلة ابن علي أن محجن ابن الأدرع حدثه قال : دخل رسول الله المسجد فإذا هو برجل قد قضي صلاته وهو يتشهد ويقول : اللهم إني أسألك ياالله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم ، فقال رسول الله " قد غفر " ثلاثاً . (6) عن شدَّاد ابن أوس قال كان رسول الله يقول في صلاته " اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد ، وأسألك شكر نعمتك ، وحسن عبادتك ، وأسألك قلباً سليماً ، ولساناً صادقاً ، وأسألك من خير ما تعلم ، وأعوذ بك من شر ما تعلم ، وأستغفرك لما تعلم " . (7) عن أبي مجلز قال : صلى بنا عمار ابن ياسر صلاة فأوجز فيها ، فأنكروا ذلك فقال : ألم أتم الركوع والسجود ؟ قالوا بلى ، قال أما إني دعوت فيها بدعاء كان رسول الله يدعو به " اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاةُ خيراً لي ، أسألك خشيتك في الغيب والشهادة وكلمة الحق في الغضب والرضا ، والقصد في الفقر والغنى ، ولذَّة النظر إلى وجهك ، والشوق إلى لقائك ، وأعوذ بك من ضراء مُضرة ، ومن فتنة مضلة ، اللهم زيّنا بزينة الإيمان ، واجعلنا هدُاه مهديين " . (8)عن أبي صالح عن رجل من الصحابة قال : قال رسول الله لرجل " كيف تقول في الصلاة " قال أتشهد ثم أقول " اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار " أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ ، فقال رسول الله " حولهما نُدندن " . (9)عن ابن مسعود أن رسول الله علَّمه أن يقول هذا الدعاء " اللهم ألّف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا ، وأهدنا السلام ونجّنا من الظلمات إلى النور ، وجنّبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرياتنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ، واجعلنا شاكرين لنعمتك ، مثنين بها وقابليها وأتمها علينا " . (10) عن أنس قال كنت مع رسول الله جالساً ورجل قائم يصلي ، فلما ركع وتشهد قال في دعائه : اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنَّانُ ، بديع السموات والأرض ياذاالجلال والإكرام ياحيُّ ياقيُّوم إني أسألك ، فقال رسول الله لأصحابه " أتدرون بم دعا " ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال " والذي نفس محمد بيده لقد دعا الله باسمه العظيم ، الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى " . (11) عن عمير ابن سعد قال : كان ابن مسعود يعلمنا التشهد في الصلاة ثم يقول إذا فرغ أحدكم من التشهد فليقُل " اللهم إني أسألك من الخير كله ما علمت منه وما لم أعلم ، وأعوذ بك من الشر كله ما علمت منه وما لم أعلم ، اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه عبادك الصالحون ، وأعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبادك الصالحون ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " قال : لم يدع نبي ولا صالح بشيء إلا دخل في هذا الدعاء . (( آخردعوانا الحمدُ لله ربِّ العالمين )) .

الأربعاء، 6 يونيو 2012

{{ من سنن الصلاة (( الأذكار والأدعية بعد السلام )) }}


من سنن الصلاة ، الأذكار والأدعية بعد السلام : ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم جملة أذكار وأدعية بعد السلام ، يسن للمصلي أن يأتي بها . (1) عن ثوبان رضي الله عنه قال ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر الله ثلاثاً وقال " اللهم أنت السلام ومك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام " . (2) عن معاذ ابن جبل أن رسول الله أخذ بيده يوماً ثم قال " يامعاذ إني لأحبك " فقال له معاذ " بأبي أنت وأمي يارسول الله ، وأنا أحبك " قال " أوصيك يامعاذ ، لا تدعنَّ في دبر كل صلاة أن تقول : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " . عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " أتحبون أن تجتهدوا في الدعاء ؟ قولوا : اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " . (3) عنعبد الله ابن الزبير قال كان رسول الله إذا سلم في دبر الصلاة يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، لا حول ولا قوة إلا بالله , ولا نعبد إلا إياه ، أهل النعمة والفضل والثناء والحسن ، لا إله إلا الله مخلصين له الدّين ولو كره الكافرون " . (4) عن المغيرة ابن شعبة ، أن رسول الله كان يقول كل صلاة مكتوبة " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجدّ منك الجد " . (5) عن عقبة ابن عامر قال أمرني رسول الله أن أقرأ بالمعوذتين دبر كل صلاة ". (6)عن أبي أمامة أن رسول الله قال " من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت " . عن علّي رضي الله عنه أن رسول الله قال " من قرأ آية الكرسي في دبر الصلاة المكتوبة كان في ذمة الله إلى الصلاة الأخرى " . (7) عن أبي هريرة أن رسول الله قال " من سبَّح الله دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين ، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين ، وكبر الله ثلاثاً وثلاثين ، تلك تسع وتسعين ، ثم قال تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، غُفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر " . (8) عن كعب ابن عجرة عن رسول الله قال " معقبات لا يخيب قائلهن أو فاعلهن دبر كل صلاة مكتوبة ثلاثاً وثلاثين تسبيحة ، وثلاثاً وثلاثين تحميدة وأربعاً وثلاثين تكبيرة " . (9) عن سُميّ عن صالح عن أبي هريرة أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله فقالوا ذهب أهل الدثور بالدرجات العلا والنعيم المقيم قال : وما ذاك ؟ قالوا يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ، ويتصدّقون ولا نتصدق ويعتقون ولا نعتق ، فقال رسول الله " أفلا أعلممكم شيئاً تدركون به من سبقكم  ، وتسبقون به من بعدكم ، ولا يكون أحد أفضل منكم ، إلا من صنع مثل ما صنعتم " ؟ قالوا بلى يارسول الله ، قال " تسبحون الله وتكبرون وتحمدون دًبًر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين مرة " . فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله فقالوا سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله فقال رسول الله " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء " . قال سمي : فحدثت بعض أهلي بهذا الحديث فقال : وهممت إنما قال لك تسبح ثلاثاً وثلاثين ، وتحمد ثلاثاً وثلاثين وتكبر أربعاً وثلاثين ، فرجعت إلى أبي صالح فقلت له ذلك ، فأخذ بيدي فقال : الله أكبر ، وسبحان الله ، والحمد لله ، والله أكبر ، وسبحان الله والحمد لله ، حتى يبلغ من جمعيهن ثلاثاً وثلاثين " . (10) وصح أيضاً أن يسبح خمساً وعشرين ويحمد مثلها ويكبر مثلها ويقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مثلها " .  (11) عن عبد الله ابن عمرو قال قال رسول الله " خصلتان من حافظ عليهما أدخلناه الجنة وهما يسير ومن يعمل بهما قليل وما هما يا رسول الله ؟ قال أن تحمد الله وتكبره وتسبحه في دبر كل صلاة مكتوبة عشراً عشراً وإذا أتيت إلى مضجعك ، تسبح الله وتكبره وتحمده مائة ، فتلك خمسون ومائتان باللسان وألفان وخمسمائة في الميزان ، فأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمسمائة سيئة ، قالوا : كيف من يعمل بها قليل ؟ قال : يجيء أحدكم الشيطان في صلاته فيذكره حاجة كذا وكذا فلا يقولها ، ويأتيه عند منامه فينومّه فلا يقولها " قال ورأيت رسول الله يعقدهن بيده " . (12) عن علّي وقد جاء هو وفاطمة يطلبان خادماً يخفف عنهما بعض العمل ، فأبى رسول الله عليهما ثم قال لهما " ألا أخبركما بخير مما سألتماني " ؟ قالا بلى فقال " كلمتان علمنيهن جبريل عليه السلام : تسبحان في دبر كل صلاة عشراً ، وتحمدان عشراً وتكبران عشراً ، وإذا أويتما إلى فراشكما ، فسبحا ثلاثاً وثلاثين واحمدا ثلاثة وثلاثين ، وكبرا أربعاً وثلاثين " وقال فوالله ما تركتهن منذ علمنيهن رسول الله " . (13) عن عبد الرحمن ابن غنم أن رسول الله قال " من قال قبل أن ينصرف ويثني رجله من صلاة المغرب والصبح : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد بيده الخير يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير ، عشر مرات كتب له بكل واحدة عشرُ حسنات ومحيت عنه عشر سيئات ، ورفع له عشرُ درجات ، وكانت حرزاً من كل مكروه ، وحرزاً من الشيطان الرجيم ، ولم يحلَّ لذنب يدركه إلا الشرك فكان من أفضل الناس عملاً ، إلا رجلاً يفضله ، يقول مما قال " . (14) عن مسلم ابن الحارث عن أبيه قال قال لي رسول الله إذا صليت الصبح فقل قبل أن تكلم أحداً من الناس " اللهم أجرني من النار ، سبع مرات ، فإنك إن مت من يومك كتب الله عز وجل لك جواراً من النار ، سبع مرات ، فإنك إن مت ليلتك كتب الله عز وجل لك جواراً من النار " . (15) روى أبوحاتم أن رسول الله كان يقول عند انصرافه من صلاته " اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري ، وأصلح دنياي التي جعلت فيها معاشي ، اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بعفوك من نقمتك ، وأعوذ بك منك ، لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد ، منك الجد " . (16) روى البخاري والترمذي : أن سعد ابن أبي وقاص كان يعلم بنيه هؤلاء الكلمات ، كما يعلم المعلم الغلمان الكتابة ، ويقول : إن رسول الله كان يتعوذ بهن دُبُر الصلاة " اللهم إني أعوذ بك من البُخل ، وأعوذ بك من الجبن ، وأعوذ بك أن أردَّ إلى أرذل العمر ، وأعوذ بك من فتنة الدنيا ، وأعوذ بك من عذاب القبر " . (17) روى أبوداود والحاكم : أن رسول الله كان يقول دبر كل صلاة " اللهم عافني في بدني ، اللهم عافني في سمعي ، اللهم عافني في بصري ، اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر ، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ، لا إله إلا أنت " . (18) روى الإمام أحمد وأبوداود والنسائي ، عن زيد ابن أرقم أن رسول الله كان يقول دبر صلاته " اللهم ربَّنا وربَّ كل شيء أنا شهيد أنك الرب وحدك لا شريك لك ، اللهم ربنا ورب كل شيء ، أنا شهيدٌ أن محمداً عبدك ورسولك ، اللهم ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أن العباد كلهم إخوة ، ياذا الجلال والإكرام ، اسمع واستجب ، الله الأكبر الأكبر ، نور السموات والأرض ، الله الأكبر الأكبر ، حسبي الله ونعم الوكيل ، الله الأكبر الأكبر " . (19) روي أحمد وابن أبي شيبة وابن ماجه عن أم سلمة أن رسول الله كان يقول إذا صلى الصبح حين يسلم " اللهم إني أسألك علماً نافعاً ، ورزقاً واسعاً ، وعملاً متقبلاً " .                (( آخردعوانا الحمد لله ربِّ العالمين )) .