بسم الله الرحمن الرحيم *** وبعد ... تحويل القبلة ، عن أنس قال " أن رسول الله كان يصلى نحو بيت المقدس ، فنزلت * قد نرى تقلُّب وجهك فى السَّمآء فلنولينّك قبلةً ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام *. ، فمر رجل من بني سلمة وهم ركوع في صلاة الفجر وقد صلوا ركعة ، فنادى ألا إن القبلة قد حُوِّلت ، فمالوا كماهم نحو القبلة . ، عن البراء ابن عازب " أن النبي كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده ، أو قال أخواله من الأنصار ، وأنه صلي قبل بيت المقدس سبعة عشر شهراً ، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبَلَ البيت ، وأنه صلى أول صلاة صلاها صلاة العصر ، وصلى معه قوم ، فخرج رجل ممن صلى معه ، فمر على أهل مسجد وهم راكعون ، فقال أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله قبَلَمكة ، فداروا كماهم قبَلَ البيت ، وكانت اليهود قد أعجبهم إذا كان يصلى قبَلَ بيت المقدس ، وأهل الكتاب ، فلما ولى وجهه قِبَلَ البيت أنكروا ذلك " . ، قال زهير ، حدثنا إسحاق عن البراء في حديثه هذا : أنه مات على القبلة قبل أن تحوَّل رجال وُقتلوا ، فلم ندر ما نقول فيهم ، فأنزل الله تعالى * وما كان اللهُ ليُضيعَ إيمانكُم * " . (( الحكمة في تحويل القبلة )) وكان لله في جعل القبلة إلى بيت المقدس ثم تحويلها إلى الكعبة حكَمٌ عظيمة ومحنة للمسلمين والمشركين واليهود والمنافقين . ، فأما المسلمون فقالوا سمعنا وأطعنا وقالوا *ءَامنَّا بهِ كُلٌّ من عند ربنا * . ، وهم الذين هدى الله ولم تكن كبيرة عليهم . ، وأما المشركون فقالوآ كما رجع إلى قبلتنا يوشك أن يرجع إلى ديننا وما رجع إليها إلا أنه الحق . ، وأما اليهود فقالوا خالف قبلة الأنبياء قبله ولو كان نبياً لكان يصلى إلى قبلة الأنبياء . ، وأما المنافقون فقالوا ما يدرى محمد أين يتوجه إن كانت الأولى حقاً فقد تركها ، وإن كانت الثانية هي الحق فقد كان على باطل . ، وكثرت أقاويل السفهاء من الناس ، وكانت كما قال الله * وإن كانت لكبيرةً إلاَّ على الذين هدى اللهُ * . ، وكانت محنة من الله امتحن بها عباده ليرى من يتبع الرسول منهم ممن ينقلب على عقبيه . ، وفي تحويل القبلة إشارة لطيفة إلى بداية دور جديد لا ينتهي إلا بعد احتلال المسلمين هذه القبلة أو ليس من العجب أن تكون قبلة قوم بيد أعدائهم ، صان كانت بأيديهم فلا بد من تخليصها يوماً . (( آخردعوانا الحمد لله ربّ العالمين )) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق