الصلاة على الميت ، فرض كفاية ، لأمر رسول الله بها ولمحافظة المسلمين عليها . عن أبي هريرة أن رسول الله كان يؤتى بالرجل المتوفي عليه الدين فيسأل هل ترك لدينه فضلاً ؟ فإن حدث أنه ترك وفاء صلى ، وإلا قال للمسلمين " صلوا على صاحبكم " .صدق رسول الله ، صلى الله عليه وسلم . (2) فضل الصلاة على الميت :عن أبي هريرة أن رسول الله قال " من تبع جنازة وصلى عليها ، فله قيراط ، ومن تبعها حتى يفرغ منها فله قيراطان ، أصغرهما مثل أحد ، أو أحدهما مثل أحد " .صدق رسول الله ، صلى الله عليه وسلم . *- عن خباب قال ياعبد الله ابن عمر ، ألا تسمع ما يقول أبو هريرة ؟ إنه سمع رسول الله يقول " من خرج مع جنازة من بيتها وصلى عليها ثم تبعها حتى تدفن كان له قيراطان من أجر ، كل قيراط مثل اُحد ، ومن صلى عليها ثم رجع كان له مثل اُحد ، فأرسل ابن عمر خباباً إلى عائشة يسألها عن قول أبي هريرة ثم يرجع إليه فيخبره ماقالت ، فقال قالت عائشة : صدق أبوهريرة ، فقال ابن عمر لقد فرّطنا في قراريط كثيرة . (3) شروط الصلاة على الميت : صلاة الجنازة يتناولها لفظ الصلاة ، فيشترط فيها الشروط التي تفرض في سائر الصلوات المكتوبة من الطهارة الحقيقة والطهارة من الحدث الأكبر والأصغر واستقبال القبلة وستر العورة . روى مالك عن نافع ، أن عبدالله ابن عمر كان يقول لا يصلي الرجل على الجنازة إلا وهو طاهر . وتختلف صلاة الجنازة عن سائر الصلوات المفروضة ، في أنه لا يشترط فيها الوقت ، بل تؤدى في جميع الأوقات متى حضرت ، ولو في أوقات النهي ، عند الأحناف والشافعية ، وكره أحمد وابن المبارك وإسحاق على الجنازة وقت الطلوع والاستواء والغروب ، إلا إن خيف عليها التغير. (4) أركان الصلاة على الميت : صلاة الجنازة لها أركان تتركب منها حقيقتها ولو ترك منه ركن بطلت ووقعت غير معتد بها شرعاً 1- النية لقول الله تعالى " وما اُمرُوا إلا ليعبُدُ الله مُخلصين لهُ الدّين " . وقول رسول الله إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء مانوى " . والنية محلها القلب ، وأن التلفظ بها غير مشروع . 2- القيام للقادر عليه : وهو ركن عند جمهور العلماء ، فلا تصح الصلاة على الميت لمن صلى عليه راكباً أو قاعداً من غير عذر . لا يجوز أن يصلى على الجنائز وهو راكب لأنه يفوت القيام الواجب ، وهذا قول أبي حنيفة والشافعي وأبي ثور ، ويستحب أن يقبض بيمينه على شماله أثناء القيام كما يفعل في الصلاة ، وقيل لا ، والأول أولى . 3- التكبيرات الأربع ، عن جابر أن رسول الله صلى على النجاشي فكبر أربعاً . قال الترمذي والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب رسول الله وغيرهم يرون التكبير على الجنازة أربع تكبيرات ، وهو قول سفيان ، ومالك ، وابن المبارك ، والشافعي، وأحمد ، وإسحاق . (رفع اليدين عند التكبير) والسنة عدم رفع اليدين في صلاة الجنازة ، إلا في أول تكبيرة فقط ، لأنه لم يأت عن رسول الله أنه رفع في شيء من تكبيرات الجنازة إلا في أول تكبيرة فقط . والحاصل أنه لم يثبت في غير التكبيرة الأولى شيء يصلح للاحتجاج به عن رسول الله ، وأفعال الصحابة وأقوالهم لاحجة فيها ، فينبغي أن يقتصر على الرفع عند تكبيرة الإحرام لأنه لم يشرع في غيرها ، إلا عند الانتقال من ركن كما في سائر الصلوات ، ولا انتقال في صلاة الجنازة . 4-5- قراءة الفاتحة سراً ، والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ، . عن أبي أمامة ابن سهل أنه أخبره رجل من أصحاب رسول الله ، أن السنة في الصلاة على الجنازة أن يكبر الإمام ، ثم يقرأ بفاتحة الكتاب بعد التكبيرة الأولى سراً في نفسه ، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، ويخلص الدعاء في الجنازة في التكبيرات ، ولا يقرأ في شيء منهن ، ثم يسلم سراً في نفسه . روى البخاري عن طلحة ابن عبد الله قال : صليت مع ابن عباس على جنازة فقرأ بفاتحة الكتاب ، فقال إنها من السنة . ورواه الترمذي وقال : والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من الصحابة وغيرهم يختارون أن يقرأ بفاتحة الكتاب بعد التكبيرة الأولى ، وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق . وقال بعضهم لا يقرأ في الصلاة على الجنازة إنما هو الثناء على الله تعالى ، والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم ، والدعاء للميت ، وهو قول الثوري وغيره من أهل الكوفة . ومن حجج القائلين بفريضة القراءة إن رسول الله سماها صلاة بقوله " صلوا على صاحبكم " وقال " لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن " . ( صيغة الصلاة الصلاة والسلام على رسول الله وموضعها ) تؤدى الصلاة والسلام على رسول الله بأي صيغة . ولو قال اللهم صل على محمد ، لكفى ، واتباع المأثور أفضل مثل : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد . ويؤتي بها التكبيرة الثانية . (6) الدعاء : وهو ركن باتفاق الفقهاء ، لقول رسول الله " إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء " . صدق رسول الله .، ويتحقق بأي دعاء مهما قل ، والمستحب فيه أن يدعو بأية دعوة من الدعوات المأثورة الآتية : 1- قال أبو هريرة : دعا رسول الله في الصلاة على الجنازة فقال " اللهم أنت ربها ، وأنت خلقتها وأنت رزقتها ، وأنت هديتها للإسلام، وأنت قبضت روحها ، وأنت أعلم بسرها وعلانيتها جئنا شفعاء له ، فاغفر له ذنبه .صدق رسول الله ، صلى الله عليه وسلم . 2- عن وائلة ابن الأسقع قال : صلى بنا رسول الله على رجل من المسلمين فسمعته يقول: " اللهم إن فلان ابن فلان في ذمتك وحبل جوارك فَقِه من فتنة القبر وعذاب النار ، وأنت أهل الوفاء والحق ، اللهم فاغفر له وارحمه فإنك أنت الغفور الرحيم " .صدق رسول الله ، صلى الله عليه وسلم . 3- عن عوف ابن مالك قال : سمعت رسول الله وقد صلى على جنازة يقول " اللهم اغفرله وارحمه ، واعف عنه وعافه وأكرم نزله ، ووسع مدخله واغسله بماء وثلج وبرد ، ونقه من الخطايا كم ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه ، وقه فتنة القبر وعذاب النار " .صدق رسول الله ، صلى الله عليه وسلم . 4-عن أبي هريرة قال صلى رسول الله على جنازة فقال " اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأنثانا ، وشاهدنا وغائبنا ، اللهم من أحييته من فأحيه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تضلنا بعده " . صدق رسول الله ، صلى الله عليه وسلم .فإن كان المصلى عليه طفلاً استحب أن يقول المصلى " اللهم اجعله لنا سلفاً وفرطاً وذخراً " . وإن كان صبياً أو صبية اقتصر على ما في حديث " اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأنثانا ، وشاهدنا وغائبنا ، اللهم من أحييته من فأحيه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تضلنا بعده " وضم إليه " اللهم اجعله فرطاً لأبويه وسلفاً وذخراً وعظة واعتباراً وشفيعاً وثقل به موازينهما ، وأفرغ الصبر على قلوبهما ، ولا تفتنهما بعده ، ولا تحرمنا أجره " .صدق رسول الله ، صلى الله عليه وسلم . ( موضع هذه الأدعية ) أنه لم يرد تعيين موضع هذه الأدعية ، فإذا شاء المصلي جاء مما يختار منها دفعة ، إما بعد فراغه من التكبير أو بعد التكبيرة الأولى أو الثانية أو الثالثة ، أو يفرقه بين كل تكبيرتين ، أو يدعو بين كل تكبيرتين بواحد من هذه الأدعية ، ليكون مؤدياً لجميع ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .وأنه يدعو بهذه الألفاظ الواردة في هذه الأحاديث ، سواء كان الميت ذكراً أو أنثى ، ولا يحول الضمائر المذكرة إلى صيغة التأنيث ، إذا كان الميت أنثى ، لأن مرجعها الميت ، وهو يقال عن الذكر والأنثى .(7) الدعاء بعد التكبيرة الرابعة :يستحب الدعاء بعد التكبيرة الرابعة ، وإن كان المصلي دعا بعد التكبيرة الثالثة . عن عبد الله ابن أبي أوفى أنه ماتت له ابنة فكبر عليها أربعاً ، ثم قام بعد الرابعة قدر ما بين التكبيرتين يدعو ، ثم قال كان رسول الله يصنع في الجنازة هكذا . وقال الشافعي يقول بعدها اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تفتنا بعده . وقال ابن أبي هريرة كان المتقدمين يقولون بعد الرابعة اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . (8) السلام : وهو متفق على فرضيته بين الفقهاء ما عدا أبا حنيفة القائل بأن التسليمتين يميناً وشمالا واجبتان وليسا ركنين ، استدلوا على الفرضية بأن صلاة الجنازة صلاة ، وتحليل الصلاة التسليم ، وقال ابن مسعود التسليم على الجنازة مثل التسليم في الصلاة ، وأقله السلام عليكم ، أو سلام عليكم . وذهب أحمد إلى أن التسليمة الواحدة هي السنة ، يسلمها عن يمينه ، ولا بأس إن سلم تلقاء وجهه ، استدلالاً بفعل رسول الله وبفعل الأصحاب الذين كانوا يسلمون تسليمة واحدة ، . واستحب الشافعي تسليمتين ، يبدأ بالأولى ملتفتاً إلى يمينه ويختم بالأخرى ملتفتاً إلى يساره . ( موقف الإمام من الرجل والمرأة ) من السنة أن يقوم الإمام حذاء رأس الرجل ، ووسط المرأة ، لحديث أنس صلى على جنازة رجل فقام عند رأسه ، فلما رفعت ، أتي بجنازة امرأة ، فصلى عليها فقام وسطها فسئل عن ذلك وقيل له هكذا كان رسول الله يقوم من الرجل حيث قمت ، ومن المرأة حيث قمت ؟ قال نعم . ( الصلاة على أكثر من واحد ) إذا اجتمع أكثر من ميت وكانوا ذكوراً أو إناثاً صفوا ةاحداً بعد واحد بين الإمام والقبلة ليكونوا جميعاً بين يدي الإمام ووضع الأفضل مما يلي الإمام ، وصلى عليهم صلاة واحدة . وإن كانوا رجالاً ونساء جاز أن يصلي على الرجال وحدهم والنساء وحدهم ، وجاز أن يصلي عليهم جميعاً ، وصفت الرجال أمام الإمام وجعلت النساء مما يلي القبلة . عن نافع عن ابن عمر أنه صلى على تسع جنائز رجال ونساء ، فجعل الرجال مما يلي الإمام ، وجعل النساء مما يلي القبلة ، وصفهم صفاً واحداً . ووضعت جنازة أم كلثوم بنت علي امرأة عمر ، وابن لها يقال له زيد والإمام يومئذ سعيد ابن العاص ، وفي الناس يومئذ ابن عباس وأبوهريرة وأبو سعيد وأبوقتادة فوضع الغلام مما يلي الإمام . قال رجل فأنكرت ذلك فنظرت إلى ابن عباس وأبي هريرة وأبي سعيد وأبي قتادة فقلت ما هذا قالوا هي السنة .وفي الحديث أن الصبي إذا صلي عليه مع امرأة كان الصبي مما يلي الإمام ، والمرأة مما يلي القبلة . وإن كان فيه رجال ونساء وصبيان كان الصبيان مما يلي الرجال . ( استحباب الصفوف الثلاثة وتسويتها ) يستحب أن يصف المصلون على الجنازة ثلاثة صفوف وأن تكون مستوية ، قال رسول الله " مامن مؤمن يموت فيصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون أن يكونوا ثلاثة صفوف إلاغفرله " .صدق رسول الله ، صلى الله عليه وسلم . (كيفية الصلاة على الجنازة ) أن يقف المصلي بعد استكمال شروط الصلاة نادياً الصلاة على من حضر من الموتى رافعاً يديه مع تكبيرة الإحرام ، ثم يضع يده اليمنى على اليسرى ويشرع في قراءة الفاتحة ، ثم يكبر ويصلي على النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ثم يكبر ويدعو للميت ، ثم يكبر ويدعو ، ثم يسلم . (( آخر دعوانا الحمدُ لله ربِّ العالمين )) .
الأحد، 28 يوليو 2013
{{ الصلاة على الميت }}
الصلاة على الميت ، فرض كفاية ، لأمر رسول الله بها ولمحافظة المسلمين عليها . عن أبي هريرة أن رسول الله كان يؤتى بالرجل المتوفي عليه الدين فيسأل هل ترك لدينه فضلاً ؟ فإن حدث أنه ترك وفاء صلى ، وإلا قال للمسلمين " صلوا على صاحبكم " .صدق رسول الله ، صلى الله عليه وسلم . (2) فضل الصلاة على الميت :عن أبي هريرة أن رسول الله قال " من تبع جنازة وصلى عليها ، فله قيراط ، ومن تبعها حتى يفرغ منها فله قيراطان ، أصغرهما مثل أحد ، أو أحدهما مثل أحد " .صدق رسول الله ، صلى الله عليه وسلم . *- عن خباب قال ياعبد الله ابن عمر ، ألا تسمع ما يقول أبو هريرة ؟ إنه سمع رسول الله يقول " من خرج مع جنازة من بيتها وصلى عليها ثم تبعها حتى تدفن كان له قيراطان من أجر ، كل قيراط مثل اُحد ، ومن صلى عليها ثم رجع كان له مثل اُحد ، فأرسل ابن عمر خباباً إلى عائشة يسألها عن قول أبي هريرة ثم يرجع إليه فيخبره ماقالت ، فقال قالت عائشة : صدق أبوهريرة ، فقال ابن عمر لقد فرّطنا في قراريط كثيرة . (3) شروط الصلاة على الميت : صلاة الجنازة يتناولها لفظ الصلاة ، فيشترط فيها الشروط التي تفرض في سائر الصلوات المكتوبة من الطهارة الحقيقة والطهارة من الحدث الأكبر والأصغر واستقبال القبلة وستر العورة . روى مالك عن نافع ، أن عبدالله ابن عمر كان يقول لا يصلي الرجل على الجنازة إلا وهو طاهر . وتختلف صلاة الجنازة عن سائر الصلوات المفروضة ، في أنه لا يشترط فيها الوقت ، بل تؤدى في جميع الأوقات متى حضرت ، ولو في أوقات النهي ، عند الأحناف والشافعية ، وكره أحمد وابن المبارك وإسحاق على الجنازة وقت الطلوع والاستواء والغروب ، إلا إن خيف عليها التغير. (4) أركان الصلاة على الميت : صلاة الجنازة لها أركان تتركب منها حقيقتها ولو ترك منه ركن بطلت ووقعت غير معتد بها شرعاً 1- النية لقول الله تعالى " وما اُمرُوا إلا ليعبُدُ الله مُخلصين لهُ الدّين " . وقول رسول الله إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء مانوى " . والنية محلها القلب ، وأن التلفظ بها غير مشروع . 2- القيام للقادر عليه : وهو ركن عند جمهور العلماء ، فلا تصح الصلاة على الميت لمن صلى عليه راكباً أو قاعداً من غير عذر . لا يجوز أن يصلى على الجنائز وهو راكب لأنه يفوت القيام الواجب ، وهذا قول أبي حنيفة والشافعي وأبي ثور ، ويستحب أن يقبض بيمينه على شماله أثناء القيام كما يفعل في الصلاة ، وقيل لا ، والأول أولى . 3- التكبيرات الأربع ، عن جابر أن رسول الله صلى على النجاشي فكبر أربعاً . قال الترمذي والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب رسول الله وغيرهم يرون التكبير على الجنازة أربع تكبيرات ، وهو قول سفيان ، ومالك ، وابن المبارك ، والشافعي، وأحمد ، وإسحاق . (رفع اليدين عند التكبير) والسنة عدم رفع اليدين في صلاة الجنازة ، إلا في أول تكبيرة فقط ، لأنه لم يأت عن رسول الله أنه رفع في شيء من تكبيرات الجنازة إلا في أول تكبيرة فقط . والحاصل أنه لم يثبت في غير التكبيرة الأولى شيء يصلح للاحتجاج به عن رسول الله ، وأفعال الصحابة وأقوالهم لاحجة فيها ، فينبغي أن يقتصر على الرفع عند تكبيرة الإحرام لأنه لم يشرع في غيرها ، إلا عند الانتقال من ركن كما في سائر الصلوات ، ولا انتقال في صلاة الجنازة . 4-5- قراءة الفاتحة سراً ، والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ، . عن أبي أمامة ابن سهل أنه أخبره رجل من أصحاب رسول الله ، أن السنة في الصلاة على الجنازة أن يكبر الإمام ، ثم يقرأ بفاتحة الكتاب بعد التكبيرة الأولى سراً في نفسه ، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، ويخلص الدعاء في الجنازة في التكبيرات ، ولا يقرأ في شيء منهن ، ثم يسلم سراً في نفسه . روى البخاري عن طلحة ابن عبد الله قال : صليت مع ابن عباس على جنازة فقرأ بفاتحة الكتاب ، فقال إنها من السنة . ورواه الترمذي وقال : والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من الصحابة وغيرهم يختارون أن يقرأ بفاتحة الكتاب بعد التكبيرة الأولى ، وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق . وقال بعضهم لا يقرأ في الصلاة على الجنازة إنما هو الثناء على الله تعالى ، والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم ، والدعاء للميت ، وهو قول الثوري وغيره من أهل الكوفة . ومن حجج القائلين بفريضة القراءة إن رسول الله سماها صلاة بقوله " صلوا على صاحبكم " وقال " لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن " . ( صيغة الصلاة الصلاة والسلام على رسول الله وموضعها ) تؤدى الصلاة والسلام على رسول الله بأي صيغة . ولو قال اللهم صل على محمد ، لكفى ، واتباع المأثور أفضل مثل : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد . ويؤتي بها التكبيرة الثانية . (6) الدعاء : وهو ركن باتفاق الفقهاء ، لقول رسول الله " إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء " . صدق رسول الله .، ويتحقق بأي دعاء مهما قل ، والمستحب فيه أن يدعو بأية دعوة من الدعوات المأثورة الآتية : 1- قال أبو هريرة : دعا رسول الله في الصلاة على الجنازة فقال " اللهم أنت ربها ، وأنت خلقتها وأنت رزقتها ، وأنت هديتها للإسلام، وأنت قبضت روحها ، وأنت أعلم بسرها وعلانيتها جئنا شفعاء له ، فاغفر له ذنبه .صدق رسول الله ، صلى الله عليه وسلم . 2- عن وائلة ابن الأسقع قال : صلى بنا رسول الله على رجل من المسلمين فسمعته يقول: " اللهم إن فلان ابن فلان في ذمتك وحبل جوارك فَقِه من فتنة القبر وعذاب النار ، وأنت أهل الوفاء والحق ، اللهم فاغفر له وارحمه فإنك أنت الغفور الرحيم " .صدق رسول الله ، صلى الله عليه وسلم . 3- عن عوف ابن مالك قال : سمعت رسول الله وقد صلى على جنازة يقول " اللهم اغفرله وارحمه ، واعف عنه وعافه وأكرم نزله ، ووسع مدخله واغسله بماء وثلج وبرد ، ونقه من الخطايا كم ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه ، وقه فتنة القبر وعذاب النار " .صدق رسول الله ، صلى الله عليه وسلم . 4-عن أبي هريرة قال صلى رسول الله على جنازة فقال " اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأنثانا ، وشاهدنا وغائبنا ، اللهم من أحييته من فأحيه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تضلنا بعده " . صدق رسول الله ، صلى الله عليه وسلم .فإن كان المصلى عليه طفلاً استحب أن يقول المصلى " اللهم اجعله لنا سلفاً وفرطاً وذخراً " . وإن كان صبياً أو صبية اقتصر على ما في حديث " اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأنثانا ، وشاهدنا وغائبنا ، اللهم من أحييته من فأحيه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تضلنا بعده " وضم إليه " اللهم اجعله فرطاً لأبويه وسلفاً وذخراً وعظة واعتباراً وشفيعاً وثقل به موازينهما ، وأفرغ الصبر على قلوبهما ، ولا تفتنهما بعده ، ولا تحرمنا أجره " .صدق رسول الله ، صلى الله عليه وسلم . ( موضع هذه الأدعية ) أنه لم يرد تعيين موضع هذه الأدعية ، فإذا شاء المصلي جاء مما يختار منها دفعة ، إما بعد فراغه من التكبير أو بعد التكبيرة الأولى أو الثانية أو الثالثة ، أو يفرقه بين كل تكبيرتين ، أو يدعو بين كل تكبيرتين بواحد من هذه الأدعية ، ليكون مؤدياً لجميع ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .وأنه يدعو بهذه الألفاظ الواردة في هذه الأحاديث ، سواء كان الميت ذكراً أو أنثى ، ولا يحول الضمائر المذكرة إلى صيغة التأنيث ، إذا كان الميت أنثى ، لأن مرجعها الميت ، وهو يقال عن الذكر والأنثى .(7) الدعاء بعد التكبيرة الرابعة :يستحب الدعاء بعد التكبيرة الرابعة ، وإن كان المصلي دعا بعد التكبيرة الثالثة . عن عبد الله ابن أبي أوفى أنه ماتت له ابنة فكبر عليها أربعاً ، ثم قام بعد الرابعة قدر ما بين التكبيرتين يدعو ، ثم قال كان رسول الله يصنع في الجنازة هكذا . وقال الشافعي يقول بعدها اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تفتنا بعده . وقال ابن أبي هريرة كان المتقدمين يقولون بعد الرابعة اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . (8) السلام : وهو متفق على فرضيته بين الفقهاء ما عدا أبا حنيفة القائل بأن التسليمتين يميناً وشمالا واجبتان وليسا ركنين ، استدلوا على الفرضية بأن صلاة الجنازة صلاة ، وتحليل الصلاة التسليم ، وقال ابن مسعود التسليم على الجنازة مثل التسليم في الصلاة ، وأقله السلام عليكم ، أو سلام عليكم . وذهب أحمد إلى أن التسليمة الواحدة هي السنة ، يسلمها عن يمينه ، ولا بأس إن سلم تلقاء وجهه ، استدلالاً بفعل رسول الله وبفعل الأصحاب الذين كانوا يسلمون تسليمة واحدة ، . واستحب الشافعي تسليمتين ، يبدأ بالأولى ملتفتاً إلى يمينه ويختم بالأخرى ملتفتاً إلى يساره . ( موقف الإمام من الرجل والمرأة ) من السنة أن يقوم الإمام حذاء رأس الرجل ، ووسط المرأة ، لحديث أنس صلى على جنازة رجل فقام عند رأسه ، فلما رفعت ، أتي بجنازة امرأة ، فصلى عليها فقام وسطها فسئل عن ذلك وقيل له هكذا كان رسول الله يقوم من الرجل حيث قمت ، ومن المرأة حيث قمت ؟ قال نعم . ( الصلاة على أكثر من واحد ) إذا اجتمع أكثر من ميت وكانوا ذكوراً أو إناثاً صفوا ةاحداً بعد واحد بين الإمام والقبلة ليكونوا جميعاً بين يدي الإمام ووضع الأفضل مما يلي الإمام ، وصلى عليهم صلاة واحدة . وإن كانوا رجالاً ونساء جاز أن يصلي على الرجال وحدهم والنساء وحدهم ، وجاز أن يصلي عليهم جميعاً ، وصفت الرجال أمام الإمام وجعلت النساء مما يلي القبلة . عن نافع عن ابن عمر أنه صلى على تسع جنائز رجال ونساء ، فجعل الرجال مما يلي الإمام ، وجعل النساء مما يلي القبلة ، وصفهم صفاً واحداً . ووضعت جنازة أم كلثوم بنت علي امرأة عمر ، وابن لها يقال له زيد والإمام يومئذ سعيد ابن العاص ، وفي الناس يومئذ ابن عباس وأبوهريرة وأبو سعيد وأبوقتادة فوضع الغلام مما يلي الإمام . قال رجل فأنكرت ذلك فنظرت إلى ابن عباس وأبي هريرة وأبي سعيد وأبي قتادة فقلت ما هذا قالوا هي السنة .وفي الحديث أن الصبي إذا صلي عليه مع امرأة كان الصبي مما يلي الإمام ، والمرأة مما يلي القبلة . وإن كان فيه رجال ونساء وصبيان كان الصبيان مما يلي الرجال . ( استحباب الصفوف الثلاثة وتسويتها ) يستحب أن يصف المصلون على الجنازة ثلاثة صفوف وأن تكون مستوية ، قال رسول الله " مامن مؤمن يموت فيصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون أن يكونوا ثلاثة صفوف إلاغفرله " .صدق رسول الله ، صلى الله عليه وسلم . (كيفية الصلاة على الجنازة ) أن يقف المصلي بعد استكمال شروط الصلاة نادياً الصلاة على من حضر من الموتى رافعاً يديه مع تكبيرة الإحرام ، ثم يضع يده اليمنى على اليسرى ويشرع في قراءة الفاتحة ، ثم يكبر ويصلي على النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ثم يكبر ويدعو للميت ، ثم يكبر ويدعو ، ثم يسلم . (( آخر دعوانا الحمدُ لله ربِّ العالمين )) .
السبت، 27 يوليو 2013
{{ تكفين الميت }}
الكفن (1) حكمه : تكفين الميت بما يستره ولو كان ثوباً واحداً فرض كفاية ، عن خباب قال هاجرنا مع رسول الله نلتمس وجه الله ، فوقع أجرنا على الله ، فمنا من مات لم يأكل من أجره شيئاً ، منهم مصعب ابن عمير ، قتل يوم أحد ، فلم نجد ما نكفنه إلا بردة ، إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه ، وإذا غطينا رجليه خرج رأسه ، فأمر رسول الله أن نغطي رأسه وأن نجعل على رجليه من الإذخر . (2) مايستحب فيه : يستحب في الكفن مايأتي 1- أن يكون حسناً ، نظيفاً ساتراً للبدن . قال رسول الله " إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه " .صدق رسول الله ، صلى الله عليه وسلم . 2- أن يكون الكفن أبيض . قال رسول الله " البسوا من ثيابكم البيض فإنها خير ثيابكم ، وكفنوا فيها موتاكم " .صدق رسول الله ، صلى الله عليه وسلم . 3- أن يُجمّر الكفن ويبخر ويطيب . قال رسول الله " إذا أجمرتم الميت فاجمروه ثلاثاً " .صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . ، وأوصى ابن عمر وابن عباس أن تجمر أكفانهم بالعود . 4-أن يكون ثلاث لفائف للرجل ، وخمس لفائف للمرأة . عن عائشة قالت كفن رسول الله في ثلاثة أثواب بيض سحولية جدد ليس فيها قميص ولا عمامة . قال سفيان الثوري : يكفن الرجل في ثلاثة أثواب إن شئت في قميص ولفافتين ، وإن شئت في ثلاث لفائف . ويجزيء ثوب واحد إن لم يجدوا ثوبين . والثوبان يجزيان ، والثلاثة لمن وجد أحب إليهم ، وتكفن المرأة في خمسة أثواب .عن أم عطية أن رسول الله ناولها إزاراً ، ودرعاً ، وخماراً ، وثوبين . (3) تكفين المحرم : إذا مات المحرم غسل كما يغسل غيره ممن ليس محرماً وكفن في ثياب إحرامه ، ولا تغطى رأسه ولا يطيب لبقاء حكم الإحرام . عن ابن عباس قال بينما رجل واقف مع رسول الله بعرفة إذ وقع عن راحلته فوقصته ، فذكر ذلك لرسول الله فقال " اغسلوه بماء وسدر ، وكفنوه في ثوبيه ، ولا تحنطوه ولاتخمروا رأسه فإن الله تعالى يبعثه يوم القيامة ملبياً " .صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . ، وقال مذهب الاحناف والمالكية أن المحرم إذا مات انقطع إحرامه ، وبانقطاع إحرامه يكفن كالحلال ، فيخاط كفنه ويغطى رأسه ويطيب ، وقالوا إن قصة هذا الرجل واقعة عين لا عموم بها فتختص به ، ولكن التعليل بأنه يبعث يوم القيامة ملبياً ظاهر أن هذا عام في كل محرم ، والأصل أن ما ثبت لأحد الأفراد من الأحكام يثبت لغيره ، مالم يقم دليل على التخصيص . (4) كراهة المغالاة في الكفن : ينبغي أن يكون الكفن حسناً دون مغالاة في ثمنه ، أو أن يتكلف الإنسان في ذلك ماليس من عادته . أن علياً كرم الله وجهه قال لا تُغال لي في كفن ، فإني سمعت رسول الله يقول " لا تغالوا في الكفن فإنه يُسلب سلباً سريعاً " .صدق رسول الله . ، قال أبو بكر اغسلوا ثوبي هذا وزيدوا عليه ثوبين فكفنوني فيهم ، قالت عائشة إن هذا خلق ، قال إن الحي أولى بالجديد من الميت ، إنما هو للمهلة .(5)الكفن من الحرير لا يحل للرجل أن يكفن في الحرير ويحل للمرأة ، لقول رسول الله في الحرير والذهب " إنهما حرام على ذكور أمتي حل لإناثها " .صدق رسول الله . ، وكره كثير من أهل العلم للمرأة أن تكفن في الحرير لما فيه من السرف وإضاعة المال والمغالاة المنهى عنها وفرقوا بين كونه زينة لها في حياتها ، وكونه كفناً لها بعد موتها . (6)الكفن من رأس المال: إذا مات الميت وترك مالاً ، فتكفينه من ماله ، فإن لم يكن له مال فعلى من تلزمه نفقته ، فإن لم يكن له من ينفق عليه ، فكفنه من بيت مال المسلمين ، وإلا فعلى المسلمين أنفسهم . والمرأة مثل الرجل في ذلك ، كفن المرأة وحفر قبرها من رأس مالها ، ولا يلزم ذلك زوجها ، لأن أموال المسلمين محظورة إلا بنص قرآن أو سنة الرسول ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام " . صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .، وإنما أوجب الله على الزوج النفقة والكسوة والإسكان ، ولا يسمى في اللغة التي خاطبنا الله بها الكفن والكسوة ولا القبر إسكاناً. (( آخردعوانا الحمد لله ربِّ العالمين )) .
{{ غسل الميت }}
الأحد، 7 يوليو 2013
{{ غزوة ودّان " الأبواء" }}
غزوة ودّان " الأبواء" وهي أول غزواته صلى الله عليه وسلم ، فقد خرج غازياً من المدينة في الثاني عشر من شهر صفر بعد مضى سنة كاملة على قدومه إلى المدينة سنة 2هجرية ، حتى بلغ ودّان ، وكان يستهدف قريشاً وبني ضمرة ابن بكر ابن عبد مناه ابن كنانة . وقد وادعه مخشى ابن عمرو الضَّمري عن بني ضمرة " ألا يكثروا عليه ولا يعينوا عليه أحداً " . وقد عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بقواته إلى المدينة ولم يلق كيداً ، " فأقام بها بقية صفر ، وصدراً من شهر ربيع الأول " . (( آخر دعوانا الحمدُ لله ربِّ العالمين )) .
السبت، 6 يوليو 2013
{{ معجزة انشقاق القمر }}
اقتربَتِ السَّاعَةُ وَانشقَّ القمَرُ (سورة القمر1) معجزة انشقاق القمر، عن أنس ابن مالك ، أنه حدثهم أن أهل مكة سألوا رسول الله ،صلى الله عليه وسلم ، أن يريهم آية ، فأراه انشقاق القمر . ، * عن عبد الله ابن مسعود قال : انشق القمر على عهد رسول الله شقين فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اشهدوا " . *عن ابن عباس قال " قالت قريش لليهود أعطونا شيئاً نسأل عنه الرجل ، فقالوا : سلوه عن الروح ، فنزلت * ويسئلُونكَ عنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِن أمرِ رَبّىِ ومآ اُوتيتُم من العلم إلاَّ قليلاً * ، قالوا : نحن لم نؤت من العلم إلا قليلاً ، وقد أوتينا التوراة فيها حكم الله ومن أوتى التوراة فقد أوتى خيراً كثيراً ، فنزلت : * قُل لّوكان البحرُ مداداً لّكلمات رَبّىِ لنفد البحرُ قبل أن تنفد كلماتُ ربّىِ ولو جئنا بمثلهِ مدداً * ، . عن ابن عباس قال : قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم ، ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهباً ونؤمن بك . قال : وتفعلون ؟ قالوا : نعم ، قال فدعا : فأتاه جبريل فقال : إن ربك يقرأ عليك السلام ، ويقول : إن شئت أصبح لهم الصفا ذهباً ، فمن كفر بعد ذلك منهم عذبته عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين ، وإن شئت فتحت لهم أبواب التوبة والرحمة . فقال : بل باب التوبة والرحمة .صدق رسول الله ، فأنزل الله تعالى * وما منعنآ أن نُرسل بالأيات إلّآ أن كذب بها الأوّلُون * صدق الله العظيم . (( آخردعوانا الحمدُ لله ربِّ العالمين )) .
الجمعة، 5 يوليو 2013
{{ بدء الوحي }}
بسم الله الرحمن الرحيم *** بدء الوحي ، عن ابن عباس قال " اُ نزل على النبي وهو ابن أربعين ، وكان بمكة ثلاث عشرة سنة ، وبالمدينة عشراً ، فمات وهو ابن ثلاث وستين " . ، " أن النبي قال لخديجة " إني أرى ضوءاً ، وأسمع صوتاً ، وإني أخشى أن يكون بي جنون " . قالت " لم يكن الله ليفعل ذلك بك ياابن عبد الله " . ثم أتت ورقة ابن نوفل ، فذكرت ذلك له فقال " إن يكن صادقاً فإنَّ هذا ناموس مثل ناموس موسى ، فإن بُعث وأنا حيّ فسأعزره ، وأنصرف وأؤمن به " . ، * عن عائشة قالت " أول مابدىء به رسول الله من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم ، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حُبب إليه الخلاء ، وكان يخلو بغار حراء ، فيتحنَّث فيه وهو تعبد الليالي ذوات العدد ، قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك ، ثم يرجع إلى خديجة ، فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق ، وهو في غار حراء . ، فجاءه الملك فقال اقرأ ، قال ما أنا بقارىء ، قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني ، فقال اقرأ ، قلت ما أنا بقارىء ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال اقرأ ، فقلت ما أنا بقارىء ، فأخذني فغطني الثالثة ، ثم أرسلني فقال " اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علقٍ * اقرأ وربُك الاكرمُ * ، فرجع بها رسول الله يرجف فؤاده ، فدخل على خديجة بنت خويلد فقال زملوني ، زملوني ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال لخديجة ، وأخبرها الخبر ، لقد خشيت على نفسي . ، فقالت خديجة : كلا والله ما يخزيك الله أبداً ، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكلَّ ، وتكسب المعدوم ، وتقرى الضيف ، وتعين على نوائب الحق ، فانطلقت به خديجة ، حتى أتت به ورقة ابن نوفل ابن أسد ابن عبد العزى ، ابن عم خديجة ، وكان امرأً تنصّر في الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العربي ، فيكتب الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب وكان شيخاً كبيراً قد عمى ، فقالت له خديجة : يا ابن عم اسمع من ابن أخيك . فقال له ورقة : ياابن أخي ما ترى ؟ فأخبره رسول الله خبر ما رأى : فقال له ورقة : هذا الناموس الذي نزّل الله على موسى ، ياليتني فيها جذعاً ، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك ، فقال رسول الله : أوَ مُخرجيَّ هم ؟ قال : نعم ، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً ، ثم لم ينشب ورقة أن توفى ، وفتر الوحي . (( حزن النبي صلى الله عليه وسلم لفتور الوحي )) * عن جندب ابن عبد الله البجلي قال " اشتكى رسول الله فلم يقم ليلة أو ليلتين أو ثلاثاً فقالت امرأة : ما أرى شيطانك إلا تركك ، فأنزل الله " والضُحى * والليل إذا سجى * ما ودعك ربُك وما قلى * . عن جابر ابن عبد الله الأنصاري قال ، قال رسول الله وهو يحدث عن فترة الوحي " بينما نا واقف ، فرفعت رأسي إلى السماء ، فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسيه بين السماء والأرض ، قال رسول الله فجُئثتُ منه فرقاً ، فرجعت ، فقلت : زملوني زملوني ، دثروني ، فأنزل الله تعالى " يآأيُها المُدّثرُ * قُم فأنذر * وربّك فكبر* وثيابك فطهر * والرُّجز فاهجُر * . ثم تتابع الوحي " . (( كيف كان يأتي الوحي رسول الله ؟ )) مراتب الوحي الذي كان يتنزل على رسول الله (1) الرُّؤيا الصادقة ، وكانت مبدأ وحيه صلى الله عليه وسلم ، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح . (2) ما كان يلقيه الملك في روعه وقلبه من غير أن يراه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن روح القدس نفث في روعى أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وتستوعب أجلها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله ، فإن ما عند الله لا يُنال إلا بطاعته " . (3) أن رسول الله كان يتمثل له الملك رجلاً ، فيخاطبه حتى يعي عنه ما يقول ، وفي هذه المرتبة كان يراه الصحابة أحياناً . (4) أنه صلى الله عليه وسلم :ان يأتيه في مثل صلصلة الجرس ، وكان أشده عليه فيتلبس به الملك حتى إن جبينه ليتفصد عرقاً في اليوم الشديد البرد وحتى إن راحلته لتبرك به إلى الأرض إذا كان ركبها ، ولقد جاءه الوحي مرة كذلك ، وفخذه على فخذ زيد ابن ثابت . فثقلت عليه حتى كادت ترضُّها . (5) أنه يرى الملك في صورته التي خُلق عليها فيوحي إليه ما شاء الله أن يوحيه وهذا وقع له مرتين ، كما ذكر الله ذلك في سورة النجم . (6) ماأوحاه الله وهو فوق السماوات ليلة المعراج من فرض الصلاة وغيرها . (7) كلام الله له منه إليه بلا واسطة ملك كما كلم الله موسى ابن عمران ، وهذه المرتبة هي ثابتة لموسى قطعاً بنص القرآن ، وثبوتها لرسول الله في حديث الإسراء . (8) تكليم الله له كفاحاً من غير حجاب . (( آخر دعوانا الحمد لله ربّ العالمين )) .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)