الجمعة، 2 ديسمبر 2011

{{ الصلاة ومنزلتها في الإسلام }}

الصلاة عبادة تتضمن أقوالاً وأفعالاً مخصوصة مفتتحة بتكبير الله ومختتمة بالتسليم . (( منزلتها في الإسلام )) الصلاة في الإسلام لها منزلة لا تعدلها منزلة أية عبادة أخرى ، فهي عماد الدين الذي لا يقوم إلا به ، قال رسول الله " رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله "  . وهي أول ما أوجبه الله من العبادات تولى إيجابها بمخاطبة رسوله ليلة المعراج من غير واسطة . قال أنس أبن مالك " فرضت الصلاة على رسول الله ليلة أسري به خمسين ثم نقصت حتى جعلت خمساً ثم نودي يامحمد إنه لا يبدل القول لديَّ وإن لك بهذه الخمس خمسين " . وهي أول ما يحاسب عليه العبد . قال رسول الله " أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامه الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله .                                             
وإن فسدت  فسد سائر عمله " . وهي آخر وصية وصى بها رسول الله أمته عند مفارقة الدنيا جعل يقول وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة " الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم " وهي آخر ما يفقد من الدين فإن ضاعت ضاع الدين كله . قال رسول الله " لتنقضن عُرى الإسلام عُروة عُروة فكلما انتقضت عُروة تشبث الناس بالتي تليها فأولهن نقضاً الحكم وآخرهن الصلاة " . المتتبع لآيات القرآن يرى أن الله يذكر الصلاة ويقرنها بالذكر تارة . قال الله " إنّ الصّلاةَ تَنهَى عَن الفَحشَاء وَالمُنكَر وَلذكرُ الله أَكبَرُ " . " قَد أَفلَحَ مَن تَزَكّى وَذَكَرَ اسمَ رَبّه فَصَلّى " . " وَأَقم الصّلاةَ لذكري " . وتارة يقرنها بالزكاة ، قال الله " وَأَقيمُوا الصّلاةَ وَآتُوا الزّكاةَ " . ومرة بالصبر ، قال الله " وَاستَعينُوا بالصّبر وَالصّلاة " وطوراً بالنُّسك ، قال الله " فَصَلّ لرَبّكَ وَانحَر " . قُل إنّ صلاتي وَنُسُكي وَمَحيَايَ وَمَماتي لله رَبّ العَالَمينَ * لا شَريكَ لَهُ وَبذَلكَ أُمرتُ وَأَنَاأَوّلُ المُسلمينَ " . وأحياناً يفتتح بها أعمال البرّ ويختتمها بها كما في سورة سأل " المعارج " وفي أول سورة المؤمنون " قَد أَفلح المؤُمنُون * الذّينَ هُم في صلاتهم خَاشعُونَ " إلى قوله " وَالّذينَ هُم عَلَى صَلَواتهم يُحَافظُونَ أَولَئكَ هُم الوَارثُونَ الّذينَ يَرثُونَ الفردَوسَ هُم فيهاَ خَالدُونَ " . وقد بلغ من عناية الإسلام بالصلاة أن أمر بالمحافظة عليها في الحضر والسفر والأمن والخوف فقال الله " حَافظُوا عَلَى الصّلَوَات وَالصّلاة الوُسطَى وَقُوموا لله قَانتين * فإن خفتُم فَرجالاً أو رُكبَاناً فَإذَا أمنتُم فَاذكُرُوا اللهَ كَمَا عَلّمَكُم مَالَم تَكُونُوا تَعلَمُون " . وقال الله مبيناً كيفيتها في السفر والحرب والأمن " وَإذَا ضَرَبتُم في الأرض فَلَيسَ عَلَيكُم جُنَاحٌ أن تقصُروا منَ الصّلاة " . وشدّد النكير على من يفرّط فيها وهدد الذين يضيعونها فقال الله " فَخَلَفَ من بَعدهم خَلف أَضَاعُوا الصّلاة واتّبعُوا الشَهَوَات فَسَوفَ يَلقُونَ غَيّا " . ولأن الصلاة من الأمور الكبرى التى تحتاج إلى هداية خاصة سأل إبراهيم ربه أن يجهله هو وذريته مقيماً لها فقال الله " رَب اجعَلني مُقيمَ الصّلاة وَمن ذُريّتي رَبّنا وتقبّل دّعَاء " .            (( آخر دعوانا الحمدُ لله ربِّ العالمين )) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق